دليلك الشامل نحو بناء العلامة التجارية
يعد بناء العلامة التجارية أو الـ (branding)، من أهم الخطوات التي تسعى الشركات والأفراد على حد سواء لاحترافه. ذلك بغية الوصول إلى وسيلة مميزة تمثل منتجات الشركة، تكون قادرة على جذب انتباه المستهلكين ونيل ثقتهم بمنتجات الشركة.
مع التطور الكبير وتسارع المعارف البشرية. ظهرت الحاجة أمام أصحاب المنتجات والخدمات لابتكار وسائل أكثر تميزًا وفعالية في استقطاب المستهلكين وكسب زبائن جدد. الأمر الذي أدى إلى تبلور مفهوم العلامات التجارية وطرق بنائها.
محتويات الموضوع
ما هي العلامة التجارية؟
يعني مفهوم العلامة التجارية (Trademark) سعي الشركة أو المؤسسة أو أي كيان آخر لجعل منتجاتها مألوفة لدى المستخدمين. ذلك عبر اتخاذها لرمز او صورة أو أي تصميم آخر يجعل المستخدم قادر على التعرف على المنتج وربطه بالشركة المصنعة له. دون الحاجة لذكر ذلك بشكل صريح.
الأمر الذي يمنح الشركة أو الكيان صاحب العلامة التجارية تميزًا عن باقي المنتجات الأخرى. والتي تتنافس معها للوصول إلى المستهلكين ونيل رضاهم، وبالتالي كسب زبائن جدد.
سابقًا، انحصر مجال استخدام الصور والألوان لتمثيل العلامات التجارية للشركات والأفراد. ولكن مع التطور الكبير في المجتمعات تجاوز الأمر ذلك ليتخطى حدود المألوف. حيث أصبح بالإمكان استخدام كل شيء تقريبًا ليكون علامة تجارية لمنتج أو شركة ما.
مثال على ذلك، استخدام الأصوات أو الألوان أو غيرهم للدلالة إلى أن هذه المنتجات تعود للشركة المصنعة لهم دون أن يتم ذكر ذلك بشكل مباشر.
ماهي ميزات وفوائد العلامات التجارية أو الـ Trademarks؟
تعد العلامة التجارية وسيلة الشركات والأفراد أصحاب المنتجات في التواصل مع المستهلكين بشكل أساسي، حيث تتميز العلامات التجارية بكل من:
– حماية المنتجات من السرقة
يساهم إنشاء علامة تجارية خاصة بالأفراد والشركات الوسيلة المُثلى لضمان سلامة المنتجات من النسخ و السرقة. إذ يعد تسجيل العلامات التجارية أمرًا هامًا في منع أي محاولات التقليد والغش. وفي حالة تقليد منتجات الشركة أو نسخها، فإن المستهلكين سيكونون قادرين على التمييز بين المنتجات الأصلية والمنتجات المنسوخة.
– ترك بصمة في الأسواق
بالإضافة إلى ما سبق، تساعد العلامات التجارية الشركات على إثبات وجودها في الأسواق عبر ترك أثر قادر على الإشارة للشركة ومنتجاتها حتى وإن لم تكن الشركة تقود حملات تسويقية.
على سبيل المثال، الموسيقى المميزة لهواتف الشركة الفنلندية نوكيا (Nokia). والتي على الرغم من ابتعادها عن الأسواق لفترة ليست بقليلة إلا أنها استطاعت الحفاظ على بصمتها في الأسواق وأذهان المستهلكين.
– بناء قاعدة من المستهلكين الأوفياء
لربما من أهم فوائد العلامات التجارية هو كسب ثقة المستهلكين وإنشاء قاعدة من المستخدمين الأوفياء لمنتجات الشركة. الأمر الذي يساعد بشكل غير مباشر في تسويق المنتجات وضمان انتشارها بين شرائح المستهلكين المختلفة.
كما لو أن الشركات قد وظّفت مندوبين يروجون بالنيابة عنها لمنتجاتها، ولكن بطريقة أفضل. إذ يعد الترويج للمنتجات عبر المستهلكين الأوفياء وسيلة أكثر نجاحًا وضمانًا لكسب ثقة المستخدمين الجدد.
– تزيد من قيمة المنتجات السوقية
تعتمد الشركات في نجاح منتجاتها وزيادة قيمتها إلى جانب تقديم منتجات ثورية ومفيدة بشكل أساسي. على الأثر الذي تتركه العلامات التجارية لدى المستهلكين. مثال ذلك، استفادة شركة الهواتف الأمريكية آبل (Apple)، من مكانتها السوقية وأهمية علامتها التجارية في زيادة قيمة منتجاتها في الأسواق.
دون أن تخاطر بخسارة المستهلكين الذين قد يرون في منتجاتها مبالغة في السعر. حيث تساعد العلامة التجارية على تقبل المستهلكين القيمة المرتفعة للمنتجات التابعة للشركة.
ما هي أنواع العلامات التجارية؟
تحدد طبيعة المنتجات أو الخدمات التي تسعى الشركات أو الأفراد لتقديمها بشكل كبير طبيعة وصورة العلامة التجارية، حيث تعتمد على بناء علامات تجارية مستمدة من المجالات التي توفرها.
التي تساعد بدورها على التأثير على المستهلكين وضمان ثقتهم بالشركة أو بمنتجات الأفراد، وبالتالي ضمان نجاحها في الأسواق وقدرتها على التنافس.
من أنواع العلامات التجارية (Trademarks) هي:
1- العلامة التجارية الفردية أو الشخصية
هي العلامة التي يقوم بإنشائها أفراد أو مجموعة من الأفراد. حيث تكون مرتبطة بشخصية الفرد بحد ذاته. تبلور المصطلح بشكل كبير مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي قدمت للأفراد إمكانية صنع وتسجيل علاماتهم الخاصة.
التي بدورها ستمكنهم من بناء أسمائهم أمام المتابعين وكسب ثقتهم وبالتالي القدرة على التأثير فيهم. مما يساهم في تحقيق ربح مادي من حملات تسويق المنتجات التي يقومون بها. كما هو الحال مع نجمة برامج الواقع الشهيرة كيم كارداشيان (Kim Kardashian).
2- علامة المنتجات التجارية
يقصد بها الرسوم أو الرموز أو غيرها من الأدوات التي تعبر عن منتج أو منتجات متعددة، تعود غالبًا هذه العلامات لشركات تسعى للحفاظ على مكانتها في الأسواق.
تنقسم العلامات التجارية للمنتجات إلى قسمين رئيسيين:
– علامة المنتجات الفردية
وتعني العلامات التي تعبر عن المنتجات المرتبطة بشخص ما (غالبًا من المؤثرين والمشاهير). حيث تستمد العلامة التجارية قوتها وهويتها من شعبية وقدرة الشخص على التأثير على أكبر عدد من المستهلكين.
مثال على ذلك، كما ذكرنا سابقًا. نجوم مواقع التواصل الاجتماعي مثل أفراد الكارداشيان، حيث استفادوا من وصولهم ونجاحهم في جذب المتابعين في إطلاق علامات تجارية لمنتجاتهم الخاصة والوصول إلى عدد كبير من المستهلكين.
– علامة منتجات الشركات أو الأفراد التجارية
تعني العلامات المرتبطة بمؤسسات وشركات تعمل على طرح منتجات في الأسواق بشكل دور، وتسعى إلى الوصول إلى أكبر عدد من المستخدمين ونيل ثقتهم بالمنتجات.
يتم ذلك عبر بناء علامة تجارية قادرة على إثبات جودة المنتجات وقدرتها على منافسة المنتجات المشابهة في الأسواق، وبالتالي ضمان وتوسيع حصتها السوقية.
مثال ذلك، شركة التقنيات الإلكترونية الأمريكية الشهيرة آبل (Apple). والتي استطاعت عبر السنوات بناء علامة تجارية قوية ضمنت لها مكانة وتنافسية عالية في الأسواق العالمية.
3- العلامة التجارية للخدمات
تتمثل العلامات التجارية الممثلة للخدمات بأنها تستمد هويتها من طبيعة الخدمات التي تقدمها الشركات أو الأفراد على حد سواء. حيث يعد القدرة على تلبية الطلبات ومدى جودة الخدمات والسرعة في خدمة العملات من الأساسيات التي تحدد شكل العلامة التجارية وهويتها.
إذ تقوم الشركات باتباع وسائل معينة في بناء العلامة التجارية تحددها طبيعة الخدمات المرتبطة فيها.
مثال على ذلك، العلامات التجارية المرتبطة بشركات تقدم خدمات السياحة والسفر أو خدمات التسوق الإلكتروني مثل شركة أمازون الأمريكية (Amazon).
ما هي عملية بناء العلامة التجارية؟
بعد أن تعرّفنا على مفهوم وفوائد وأنواع العلامات التجارية، ينبغي علينا الخوض في فهم معنى بناء العلامة التجارية.
تعرّف عملية بناء العلامة التجارية (الـ branding) بأنها العملية التي من خلالها تقوم الشركات والأفراد أصحاب المنتجات على حد سواء، برسم معالم علاماتهم التجارية. بغية تحقيق المنفعة القصوى من العلامة التجارية وضمان تميزها بين العلامات التجارية المنافسة.
إذ يعتمد المفهوم على دراسة الشركات للآليات التي ستجعل من علامتها التجارية تحقق نجاحًا وتكسب ثقة المستهلكين. بالإضافة إلى تحديد أفضل وسائل تسويق المنتجات بما يتناسب مع معايير علامتها التجارية.
ما الهدف من بناء العلامة التجارية؟
تهدف عملية بناء العلامة التجارية على تحديد جميع العوامل التي تساعد على نجاح العلامة في الوصول إلى المستهلكين ونيل ثقتهم وحثّهم على اقتناء المنتجات أو الخدمات التي تقدمها الشركات أو الأفراد.
إذ تعد أي علامة تجارية انعكاسًا لصورة الشركة ورؤيتها وأهدافها في المجتمع الموجودة فيه. وبالتالي يمكن وصفها على أنها الممثل الأول للشركات أو الأفراد أمام المستهلكين.
ما أهمية بناء العلامة التجارية؟
يعد بناء العلامة التجارية الوسيلة المُثلى لكسب المستخدمين ونيل ثقتهم بالمنتجات. بالإضافة إلى ضمان مكانة الشركة أو المنتج في الأسواق.
بلغة أخرى إن بناء العلامة التجارية بشكل ناجح أحد أهم الأركان التي سوف تجيب على سؤال المستهلك الأول. “لماذا يجب أن أقتني هذا المنتج دون ذاك؟”. الأمر الذي يجعلها الأساس في ضمان نجاح أي منتج في الأسواق بالاعتماد على سمعة الشركة وقيمتها السوقية.
تتمثل أهمية العلامة التجارية بكل مما يلي:
1- التأثير المباشر على المستهلك
تتمثل أهمية بناء العلامة التجارية في إبرازها من بين الكثير من العلامات المنافسة، الأمر الذي يمكن الشركات من مخاطبة المستهلكين بشكل مباشر دون الحاجة إلى اتباع وسائل التسويق التقليدية. التي تهدف بدورها إلى بناء ثقة المستخدم بالمنتج ومن ثم مخاطبة المستخدم لجذب انتباهه إلى المنتجات.
حيث تنبع أهمية بناءها من إمكانيتها الوصول إلى المستهلكين بشكل مباشر، وحثّهم على اقتناء منتجات الشركة دونًا عن غيرها من المنتجات المنافسة.
إذ تقدم العلامة التجارية تصورًا مسبقًا لطبيعة المنتجات التي تنتجها الشركة أو المؤسسة، وبالتالي تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على المستهلكين القدامى وكسب زبائن جدد.
2- تعزيز ثقة المستهلك بالمنتج
تستطيع العلامات التجارية الناجحة تعزيز ثقة المستهلكين في أي منتج تقوم الشركة بطرحه. إذ تساعد العلامة التجارية في ضمان نجاح المنتجات الجديدة في الأسواق،
بالإضافة إلى أن العلامات التجارية الاحترافية تستطيع كسب ثقة المستهلكين فيما يتعلق بمنتجات الشركة وخدماتها، ووسائل تواصلها مع المستهلكين.
3- تعزيز روح الفريق في المؤسسات والشركات
يشعر الأفراد العاملين في الشركات والمؤسسات ذات العلامات التجارية الناجحة بأهمية المنتجات التي تقدمها الشركة. الأمر الذي ينعكس إيجابًا على الإنتاجية ونوعية الخدمات التي يقدمونها.
حيث تؤمن العلامة التجارية للعاملين الإحساس بمدى نجاح الشركة وتفوقها على المنافسين.
4- تسهيل عمليات تسويق المنتجات وضمان نجاحها
تبرز سهولة تسويق المنتجات الخاصة بالشركات أو الأفراد على حد سواء، في مدى انتشار وشعبية العلامة التجارية بين المستهلكين.
إذ لا يتطلب الأمر الكثير من المجهود لإنشاء حملات تسويقية ناجحة لمنتجات الشركات ذات علامات تجارية مميزة وذات الشعبية بين المستهلكين. يعود ذلك إلى ضمان الحصص والقيمة السوقية
يمكن القيام بعدد من الحملات التسويقية للمنتجات المعتمدة على العلامة التجارية ومنها:
– التسويق الإلكتروني
يساعد بناء العلامة التجارية بشكل مميز على خلق إمكانيات تسويقية مغايرة لما تقوم به الشركات الأخرى. إذ تستطيع الشركات استخدام قوة وهوية علامتها التجارية في الوصول إلى المستهلكين وحثهم على اقتناء منتجاتها وكسب ثقتهم فيها.
يعتمد مفهوم التسويق الإلكتروني المصحوب بالعلامة التجارية المتميزة على إنشاء إعلانات إبداعية. ووسائل تستطيع من خلالها الشركات التأثير على المستخدمين وتوسيع قاعدة الشريحة المستهدفة في عمليات التسويق.
اقرأ المزيد عن التسويق الالكتروني في مقال كل ما تريد معرفته عن التسويق الالكتروني اضغط هنا
– الإعلانات المرئية أو المكتوبة أو المسموعة
تعد الإعلانات التقليدية وسيلة أخرى يمكن للشركات تسويق منتجاتها والمنافسة بالأسواق. ذلك عبر الاستفادة من العلامة التجارية المبنية بأسلوب ناجح.
حيث تدل العلامة التجارية على الشركة بشكل رئيس، وبالتالي لن تحتاج الشركات سوى لتضمين علاماتها في الإعلانات لتجعل المستهلكين على علم بمستوى الجودة التي تقدمها.
– الاستعانة بالمؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي
عوضًا عن الإعلان المباشر والذي قد يثني بعض المستهلكين عن اقتناء منتجات الشركة. ويحد أحيانًا من قدرة الشركة على كسب شرائح أوسع من المستهلكين.
تسعى الشركات لتضمين علاماتها التجارية في وسائل التواصل الاجتماعي للمؤثرين وأصحاب المحتوى. من أجل التواصل وتشجيع المستهلكين على اقتناء المنتجات، ولكن دون ذكر ذلك بشكل صريح.
على سبيل المثال، إن استخدام أحد المشاهير لأحد المنتجات أو مجرد وجودها ضمن المحتوى المقدم من قبله. يساهم بشكل فعال في التأثير على المتابعين الذين سيرغبون في معرفة المزيد حول هذه العلامة التجارية وبالتالي اقتناء المنتج.
5- تحقيق التواصل العاطفي بين الشركة والمستهلك
قد يبدو الأمر غير مهم للكثير من الشركات في بادئ الأمر، إلا أن تحقيق التواصل العاطفي مع الأفراد يعد في غاية الأهمية لنجاح أي علامة تجارية.
حيث تقوم الشركات ببناء قاعدة متينة من المستهلكين عبر تسويق منتجاتها على أنها قادرة على إضافة منفعة حقيقية للمستهلك. بالإضافة إلى إقناع المستهلكين أن هدف الشركات الأول ليس تحقيق الأرباح المادية، وإنما كسب ثقة المستهلكين وتقديم منتجات تحقق لهم المنفعة القصوى.
يظهر الأمر بشكل واضح في اتباع الشركات لأساليب التسويق لمنتجاتها عبر بناء علامات تجارية تعاصر الأحداث الجارية في المجتمعات. كما هو الحال مع الإعلانات التسويقية للمنتجات التي تطلقها الشركات في فترة استراحة بين الشوطين في كرة القدم الأمريكية.
الأمر الذي يخلق صورة لدى المستهلكين أن الشركات أو الجهات المقدمة للخدمات تسعى إلى تحسين حياتهم وخدمتهم في المقام الأول بغض النظر عن جني الأرباح.
الاستراتيجيات الأساسية في بناء العلامات التجارية
قبل البدء في عملية بناء علامة تجارية تعكس هوية الشركة وأهدافها. ينبغي على الشركات أو الأفراد على حد سواء اتباع استراتيجيات معينة تضمن لهم الوصول إلى علامة تجارية ناجحة ومميزة.
1- تحديد المجتمع أو شريحة المستهلكين المستهدفة
لا يمكن تخيل بناء علامة تجارية ناجحة دون التأكد من ملاءمتها للمجتمع المقدمة فيه. بالإضافة إلى امتلاكها القدرة على استقطاب الفئة المستهدفة من المستهلكين بكل سهولة دونًا عن غيرهم من الفئات.
حيث يساعد تحديد شريحة المستخدمين المستهدفة في التقليل من فرص الوقوع في الخطأ في تقديم العلامة للجمهور وزيادة فرص نجاح العلامة بينهم ونيل ثقتهم فيما يتعلق بالمنتج أو الخدمة المقدمة.
2- التخطيط لرسم علامات تجارية تعكس روح الشركة أو الخدمة
ينبغي على عملية بناء العلامات التجارية أن تسعى بشكل رئيسي لكي تكون صورة الشركة أو المنتج أمام المجتمع المستهلك.
إذ من الواجب على العلامة أن تراعي بعضًا من النقاط أهمها:
– الوضوح
أي الابتعاد عن الغموض المبالغ به، والذي قد يجعل المستهلكين في حيرة من أمرهم حيال معرفة طبيعة المنتجات أو الخدمات. الأمر الذي قد يثنيهم عن اقتنائها.
أو يقلل من فرص نيل ثقتهم، وذلك نظرًا لأنهم لم يفهموا طبيعة الخدمات بشكل كامل.
– التميز في الأسلوب
تكثر العلامات المنافسة في الأسواق بشكل كبير لاسيما مع التطور الكبير والانفتاح الثقافي. اللذان ساهما في تعريف المستهلكين على الكثير من المنتجات والخدمات التي بإمكانهم الحصول عليها.
يتوجب على العلامة أن تكون متميزة عن غيرها من العلامات المنافسة. بشكل يستطيع لفت نظر المستهلكين إليها وزيادة فرص كسب زبائن جدد للمنتج أو الخدمة المطروحة.
– اعتماد وسائل من بيئة الشركة أو المنتج
لا يمكن توقع نجاح بناء أي علامة تجارية لا تعكس صورة الشركة بشكل دقيق. إذ من غير المنطقي أن تكون العلامة التجارية لخدمات شركة طيران ألا تحتوي على ما يدل عليها. أو أن تحتوي على أشياء ليست من طبيعتها، مثل احتوائها على لرموز تشير إلى أطعمة.
3- معرفة طبيعة وحجم السوق المستهدف
بعد تحديد الفئة المستهدفة ينبغي معرفة مدى انتشارها في المجتمع وحجمها بالنسبة للمجتمع ككل. حيث يساعد الأمر في تقدير عدد الحملات التسويقية وطبيعتها بشكل تقريبي، وذلك بهدف الوصول إلى جميع المستهلكين المستهدفين.
4- دراسة العلامات التجارية المنافسة
تساعد دراسة العلامات المنافسة وتحديد مواطن الضعف ونقاط القوة فيها على معرفة الطرق المُثلى التي تتبعها في جذب انتباه المستهلكين والزبائن الجدد. بالإضافة إلى أنها تمكن الشركة من وضع تصور مناسب ودقيق عن الآليات التي يتوجب اتباعها للتفوق على العلامات المنافسة الأخرى.
ما هي طرق بناء العلامات التجارية؟
رغم اختلاف أنواع وأشكال العلامات التجارية، ولكن على الرغم من تمتعها بالليونة وفتح المجال أمام الأفراد لابتكار أنماط جديدة في بناء العلامات التجارية. إلا أن القالب العام لتصميم علامة تجارية ناجحة يبقى نفسه تقريبًا.
من وسائل تصميم علامات تجارية قادرة على النجاح وكسب الثقة والتنافس في الأسواق:
1- حدد هوية منتجاتك أو شركتك
في بادئ الأمر ينبغي عليك تحديد طبيعة المنتج الذي تنوي طرحه أو طبيعة الخدمات التي ستعرضها على المستهلكين. إذ تساعد هذه الخطوة بشكل رئيس في تمهيد الطريق أمام اختيار الشريحة المستهدفة وحجم الحملات التسويقية وطبيعتها.
2- قم بدراسة جمهورك على أكمل وجه
إذ لا تقتصر عملية بناء العلامة على تحديد الفئة المستهدفة فحسب. بل ينبغي أن تتجاوز ذلك لتشمل دراسة معمقة لطبيعة هذه الشريحة المستهدفة. الأمر الذي يساعد في المقام الأول على اختيار الرموز الملائمة في العلامة ونوعية حملات تسويق المنتجات التي تنوي القيام بها.
يتم دراسة الفئات المستهدفة عبر كل مما يلي:
- العمر
- الجنس
- الوضع الاقتصادي
- الموقع الجغرافي
- مستوى التحصيل العلمي
هذه الدراسة تجعل الشركة على علم تام بطبيعة الفئة المستهدفة، وبالتالي ضمان تفادي أي عقبات قد تؤدي إلى فشل بناء العلامة التجارية.
3- حدد هدف علامتك على المدى القريب والبعيد
يعد رسم هدف العلامة على المدى القصير أمرًا سهلًا نسبيًا فيما لو تم مقارنته بالمدى الطويل. إذ لا يتطلب التخطيط للأهداف قريبة المدى الكثير من الدراسات والمتابعة، حيث غالبًا تكون هذه العلامات مرتبطة بأحداث معينة، مما يجعل نجاحها وانتشارها مرتبطًا بوجود الحدث.
بينما يتجاوز الأمر طرح علامة تجارية لتلائم حدث ما، عندما يتم التخطيط للأهداف على المدى البعيد. إذ تشمل غالبًا الأهداف بعيدة المدى دراسة كيفية جعل العلامة المزمع إنشاؤها أكثر مرونة لمقاومة التغيرات الطفيفة التي يمكن أن تطرأ على الفئات المستهدفة أو المجتمعات بشكل عام.
4- احرص على الاهتمام بصوت علامتك التجارية
يعني مصطلح صوت العلامة التجارية هو اختيار لنوعية نبرة الصوت المستخدمة في التواصل المرئي والمسموع مع المستهلكين.
يستطيع صوت العلامة جعل المستهلكين ينتقلون من حالة شعورية إلى أخرى بشكل سريع، بالإضافة إلى تمكنه من إقناع المستهلكين بضرورة اقتناء المنتج أو الخدمة.
بالتالي يعد الاهتمام بصوت العلامات التجارية، أمرًا مهمًا فيما لو أرادت الشركة ضمان نجاحها والتأثير بشكل مباشر على المستهلكين.
5- تصميم قالب العلامة أو الشعار
بعد تحديد هوية العلامة وصورة الشركة ينبغي إسقاط هذه الرؤية على التصميمات المحتملة للأشكال والرموز التي سيتم استخدامها في بناء العلامة التجارية. بحيث تضمن تمثيل هوية الشركة أو المنتج على أكمل وجه مع الحرص على اختيار أنماط ملائمة للمجتمعات والأفراد المتلقين للعلامة.
ينبغي على شعار العلامة أن يتمتع بالخواص التالية:
- التميز والتفرد من بين العلامات المنافسة
- اختيار الألوان الصحيح للشعار بشكل قادر على جذب انتباه المستهلك، ولكن دون فقد الارتباط بهوية الشركة.
- المرونة والتي تساعد على التطوير والتحديث المستمر للعلامة، مما يساهم في مجاراتها لتغيرات المجتمع وطبيعة الفئات المستهدفة.
- البساطة تعد عاملًا مهمًا حيث تتجه معظم العلامات اليوم إلى اتباع الأسلوب التصميم المصغر (Minimalism). والذي يعني بساطة أكثر وتعقيد أقل.
تعرف على برنامج تصميم سهل ومجاني اضغط هنا
6- حدد اللغات التي تنوي استخدامها في علامتك
يتوجب على الفرد أو الشركة عند قيامهم ببناء العلامة الأخذ بعين الاعتبار اللغات المستخدمة في تصميم هوية العلامة. تتبع اليوم معظم الشركات والمنتجات حول العالم مبدأ إدراج اللغة الأم لمصدر العلامة مرفقًا باللغة الإنجليزية.
ذلك بسبب اعتبارها لغة عالمية، مما يمكن من زيادة انتشار العلامة المنشأة وكسر الحواجز اللغوية، والتي يمكن أن تحول دون وصولها إلى مجتمعات أخرى.
7- قم بمتابعة مدى نجاح علامتك وتحقيقها لأهدافها
لا يكفي بناء العلامة التجارية وتركها بعد ذلك، بل ينبغي على الشركات والأفراد أصحاب العلامات مراقبة مدى انتشار علاماتهم التجارية ومدى تقبلها لدى الأفراد.
حيث تساهم المراقبة والمتابعة المستمرة للعلامات التجارية في تفادي الأخطاء وتصحيحها بشكل لا يؤثر على أهداف الشركات في الوصول إلى المستهلكين ونيل ثقتهم التامة.
أخطاء قد تؤدي إلى فشل بناء علامات تجارية ناجحة
تقع بعض الشركات في أخطاء قد تؤدي بها لإنشاء علامة غير قادرة على عكس هويتها بشكل ملائم. الأمر الذي ينتهي حتمًا في فشل هذه العلامات وتحقيق خسائر فادحة عوضًا عن الأرباح.
. الابتعاد عن مجاراة التغيرات في المجتمعات
قد يؤدي ابتعاد الشركات عن مراقبة المجتمعات والانخراط في الأحداث المؤثرة فيها إلى فشل العلامة بعد اعتمادها.
حيث ينبغي على الأفراد أو الشركات أصحاب العلامات التي تهدف إلى تحقيق مكانة ثابتة في الأسواق والوصول إلى أكبر شريحة من المستخدمين مراعاة التغيرات التي قد تطرأ عليهم مما يؤثر على مدى تقبلهم لتلك العلامات.
. تقديم علامات تجارية لا تلائم المجتمع المستهدف
إن تقديم علامات تجارية دون الدراسة المعمقة المسبقة للمجتمع المطروحة في يؤدي حتمًا إلى فشلها في تحقيق أهدافها. على سبيل المثال، قامت شركة المشروبات الأمريكية كوكا كولا (Coca Cola) بطرح عبوات ماء لتنافس في الأسواق البريطانية، ولكن انعكس الأمر سلبًا وفشل المنتج فشلًا ذريعًا.
حيث أدى سوء التخطيط المسبق وانعدام الدراسة المعمقة لطبيعة المجتمع المستهدف إلى فشل هذا المنتج. إذ قامت الشركة باعتماد علامة تحمل اسم (Dasani) التي تقدم ماءً نفسه الماء الذي بإمكان أي شخص الحصول عليه من الصنبور.
الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى سحب المنتج من الأسواق الأوروبية رغم نجاحه الكبير في الأسواق الأمريكية.
. سوء التخطيط على المدى البعيد
بالإضافة إلى العوامل السابقة، فإن انعدام التخطيط على المدى البعيد يهدد بشكل كبير نجاح علامة المنتج أو الخدمة التجارية وبقاءها.
حيث من المهم أن تتسم العلامة التجارية المزمع بناؤها بالقدرة على الاستمرار في تحقيق النتائج الإيجابية المتوقعة منها على أطول مدىً ممكن. يكون ذلك عبر مراقبة العلامة بشكل مستمر والحرص على تعديلها وتطويرها بما يتناسب مع التغيرات في المجتمع أو الأسواق.
في الختام، تعد العلامات التجارية اليوم من أهم الأسس التي يهم كل من الأفراد والشركات بناؤها بأسلوب ناجح ودقيق. يُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى قدرة العلامات التجارية المنشأة بطرق صحيحة على التواصل والتأثير على المستهلكين. بالإضافة إلى ضمان نيل ثقتهم بالمنتجات والخدمات المقدمة. بالتالي ضمان نجاح الشركات واستمراريتها.